في منعطف غير متوقع ومؤشر قوي على تغير موازين القوى في عالم ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول (FPS)، وجهت سلسلة Battlefield ضربة استباقية قوية لمنافستها الأزليّة Call of Duty، محققة انتصارًا مدويًا حتى قبل أن ترى نسختها الكاملة النور. فمع إطلاق شركة EA للنسخة التجريبية المفتوحة (البيتا) من لعبتها المرتقبة بشدة Battlefield 2042 (والتي عُرفت سابقًا بشكل غير رسمي باسم Battlefield 6)، تدفق اللاعبون بالملايين لتجربة العودة إلى الحرب الشاملة، مسجلين أرقامًا قياسية تاريخية.
Battlefield 2042 تسحق أرقام Call of Duty
بحسب الإحصائيات الدقيقة الصادرة عن منصة SteamDB، وهي المصدر الموثوق لتتبع بيانات اللاعبين على منصة Steam، شهدت بيتا لعبة Battlefield 2042 إقبالًا هائلاً، حيث بلغ عدد اللاعبين المتزامنين على المنصة ما يزيد عن 500 ألف لاعب. هذا الرقم لا يُعد ضخمًا لنسخة تجريبية فحسب، بل إنه يتجاوز رسميًا أعلى رقم قياسي سجلته أي لعبة من سلسلة Call of Duty على الإطلاق عبر منصة Steam، والذي كان يبلغ 491,670 لاعبًا متزامنًا.
إن تحقيق هذا الإنجاز بواسطة نسخة تجريبية (بيتا)، والتي غالبًا ما تكون غير مكتملة وتحتوي على بعض المشاكل التقنية، وقبل شهرين تقريبًا من موعد الإطلاق الرسمي، يمثل شهادة واضحة على مدى تعطش مجتمع اللاعبين للتجربة التي وعدت بها EA و DICE. لقد أثبتت العروض السينمائية وأسلوب اللعب التي سبقت البيتا فعاليتها في إشعال حماس الجماهير، الذين وجدوا في Battlefield 2042 الوعد بالعودة إلى “الجذور” الحقيقية للسلسلة: المعارك الضخمة، المركبات الحربية، والدمار واسع النطاق في بيئات لعب حديثة ومستقبلية.
الوجه الآخر للنجاح: معركة شرسة ضد الغشاشين
لكل نجاح باهر تحدياته، ولم يكن الإقبال الكاسح على بيتا Battlefield 2042 استثناءً. فمع تدفق مئات الآلاف من اللاعبين، تدفق معهم أيضًا عدد كبير من المخترقين والغشاشين الذين يسعون لإفساد تجربة اللعب النزيهة.
ولكن يبدو أن شركة EA كانت مستعدة لهذه المعركة. فوفقًا لتقرير رسمي من الشركة، واجه فريق SPEAR، المسؤول عن محرك مكافحة الغش الجديد، هذا التحدي بقوة منذ اللحظة الأولى. وكشفت الأرقام عن حجم المواجهة:
- تصدي لأكثر من 330 ألف محاولة غش أو اختراق لنظام الحماية منذ انطلاق البيتا.
- استقبال 44 ألف بلاغ اشتباه من اللاعبين في اليوم الأول فقط.
- ارتفاع عدد البلاغات إلى 60 ألف بلاغ في اليوم الثاني.
تؤكد EA أن هذه البلاغات تُستخدم بفعالية لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي على كشف المخالفين بشكل أسرع وأكثر دقة، مما يضمن الحفاظ على بيئة لعب عادلة قدر الإمكان عند إطلاق النسخة النهائية.
نظرة على المستقبل
إن هذا الانتصار المبكر لـ Battlefield 2042 يضع ضغطًا هائلاً على سلسلة Call of Duty التي تستعد لإطلاق نسختها السنوية. فهل ستتمكن Battlefield 2042 من الحفاظ على هذا الزخم الهائل عند إطلاقها الكامل وتترجم هذه الأرقام الأولية إلى نجاح طويل الأمد؟ أم أن Call of Duty تملك في جعبتها ما قد يقلب الطاولة مجددًا؟ الأيام القادمة ستكون حاسمة في تحديد ملامح المنافسة الشرسة بين العملاقين خلال العام المقبل.
