أخبار التقنية

نهاية حقبة؟ جلين سكوفيلد، العقل المدبر وراء Dead Space، قد يودع عالم إخراج الألعاب إلى الأبد

Dead Space

في منشور مؤثر ومفعم بالأسى، ألمح جلين سكوفيلد، الاسم اللامع الذي يقف خلف تحفة الرعب Dead Space، إلى أنه ربما يكون قد أخرج آخر لعبة في مسيرته المهنية الحافلة، وذلك في خضم الصعوبات الهائلة التي واجهها لتأمين التمويل لمشروعه الطموح القادم، مما يلقي بظلال من الشك على مستقبل أحد أبرز مبدعي ألعاب الرعب في الصناعة.

Dead Space

بعد رحلة مهنية مليئة بالنجاحات، أسس سكوفيلد استوديو Striking Distance في عام 2019، بهدف تطوير لعبة تقع في عالم PUBG، لكن سرعان ما تحول هذا المشروع إلى تجربة الرعب القاتمة The Callisto Protocol. ورغم الآمال الكبيرة المعقودة على اللعبة لتكون خليفة روحية لسلسلة Dead Space، إلا أنها قوبلت بمراجعات متباينة وانتقادات طالت أسلوب القتال الصعب والأداء التقني، وفشلت في تحقيق أهداف المبيعات الطموحة التي وضعتها شركة Krafton، حيث استهدفت بيع 5 ملايين نسخة بينما تشير التقديرات إلى أنها كافحت لتجاوز حاجز المليوني نسخة. هذه النتائج المخيبة للآمال، خاصة بالنظر إلى ميزانية الإنتاج الضخمة التي تجاوزت 160 مليون دولار، أدت في النهاية إلى رحيل سكوفيلد “الطوعي” عن الاستوديو الذي أسسه في سبتمبر 2023 “بحثًا عن فرص جديدة”.

لم يلبث سكوفيلد طويلاً قبل أن يشرع في مغامرة جديدة. فخلال الأشهر الثمانية الماضية، كان يعمل بهدوء على فكرة لعبة جديدة بالتعاون مع ابنته نيكول، التي تمتلك خبرة تمتد لثماني سنوات في تطوير الألعاب وعملت سابقًا في استوديو Striking Distance. وصف سكوفيلد المشروع بأنه “نوع فرعي جديد من ألعاب الرعب” أو “شيء أعمق من ذلك”، فكرة أثارت حماسه وإعجاب المستثمرين في البداية.

بدأ الفريق الصغير، المكون من ستة أفراد في الولايات المتحدة وطاقم كامل في المملكة المتحدة، في بناء نموذج أولي بميزانية مقترحة تبلغ 17 مليون دولار ورغم أن الفكرة لاقت استحسانًا كبيرًا في الاجتماعات الأولية، إلا أن الواقع المرير لصناعة الألعاب اليوم سرعان ما فرض نفسه. طلب المستثمرون تخفيض الميزانية بشكل متكرر، أولاً إلى 10 ملايين دولار، ثم إلى ما بين 2 و5 ملايين دولار فقط. أمام هذا التقليص الحاد الذي من شأنه أن يضر بجوهر الفكرة، اتخذ سكوفيلد قرارًا صعبًا بالتراجع عن المشروع بأكمله في الشهر الماضي، معللاً ذلك بأن “بعض الأفكار من الأفضل تركها دون مساس بدلاً من تنفيذها بثمن بخس”. هذا القرار ترك الفريق الموهوب الذي تم تجميعه للمشروع عاطلاً عن العمل.

في منشوره المليء بالمشاعر، عبر سكوفيلد عن حنينه لـ “الفوضى ومتعة بناء شيء للجماهير”، لكنه أقر بأن تطوير الألعاب ذات الميزانيات الضخمة “يبدو بعيد المنال” في الوقت الحالي. واختتم بكلمات مؤثرة تركت الباب مفتوحًا أمام كل الاحتمالات: “ما زلت موجودًا، أصنع الفن وأكتب القصص والأفكار وما زلت أشجع هذه الصناعة. ولكن ربما أكون قد أخرجت لعبتي الأخيرة. من يدري؟ إذا كان الأمر كذلك، شكرًا لكم على لعب ألعابي”. كلمات تعكس حالة الإحباط التي يعيشها مبدع كبير، وتطرح تساؤلات حول مستقبل الابتكار والمخاطرة في عالم تطوير الألعاب الذي يزداد قسوة يومًا بعد يوم.

تعرف على: نهاية حقبة: ستارة النزال تسدل على Armored Warfare في بلايستيشن.. فرصة أخيرة لتجربة قتالية مجانية

السابق
نهاية حقبة: ستارة النزال تسدل على Armored Warfare في بلايستيشن.. فرصة أخيرة لتجربة قتالية مجانية
التالي
ملحمة “God of War” تتجه إلى الشاشة: أمازون تراهن بموسمين ومبدع “Battlestar Galactica” يعد بالوفاء للأسطورة