في خطوة جريئة تستعد لإعادة تعريف مستقبل الهواتف الذكية، تتجه شركة سامسونج الكورية الجنوبية، عملاقة التكنولوجيا العالمية، لإحداث ثورة تقنية جديدة من خلال الكشف عن أول هاتف ذكي ثلاثي الطي في تاريخها. بدأت ملامح هذا الجهاز المبتكر، الذي تشير التسريبات إلى أنه سيحمل اسم Galaxy Z Tri-Fold، تتكشف تدريجياً عبر سلسلة من التقارير والمعلومات المسربة التي أثارت موجة واسعة من الحماس والترقب في أوساط متابعي التكنولوجيا حول العالم. ومن المتوقع أن يرى هذا الهاتف النور بحلول نهاية عام 2025 أو في مطلع عام 2026 كأقصى تقدير، ليمثل بذلك قفزة نوعية في سوق الأجهزة القابلة للطي الذي تسعى سامسونج لترسيخ هيمنتها عليه.
يأتي هذا التوجه الطموح من سامسونج في وقت تتزايد فيه حدة المنافسة مع شركات كبرى مثل هواوي، التي تسعى بقوة لتثبيت أقدامها في هذا القطاع الواعد. ومع ذلك، يبدو أن سامسونج عازمة على رفع سقف التحدي من خلال تقديم جهاز لا يكتفي بالطي المزدوج المعتاد، بل يتجاوزه إلى طي ثلاثي يفتح آفاقاً جديدة كلياً لتجربة المستخدم، خاصة فيما يتعلق بتعدد المهام والإنتاجية.
واجهة “Split Trio”: تعريف جديد لتعدد المهام
لعل أبرز ما يميز هاتف Galaxy Z Tri-Fold القادم هو الواجهة المبتكرة التي تم تصميمها خصيصاً لتستغل إمكانيات الشاشة الثلاثية. كشفت التسريبات عن ميزة ثورية تحمل اسم “Split Trio”، والتي ستسمح للمستخدمين بتشغيل ثلاثة تطبيقات مختلفة في آن واحد، بحيث يعمل كل تطبيق على جزء مستقل من الشاشة وكأنه على هاتف منفصل. هذه الميزة تمثل تطوراً هائلاً مقارنة بهاتف Galaxy Z Fold7 الحالي الذي يتيح تشغيل تطبيقين فقط بشكل متجاور.
من المتوقع أن تُحدث ميزة “Split Trio” نقلة نوعية في إنتاجية المستخدمين، لا سيما أولئك الذين يعتمدون على هواتفهم في إنجاز مهام متعددة تتطلب التنقل السريع بين الملفات والتطبيقات المختلفة. وتظهر المعلومات المسربة أن سامسونج أولت اهتماماً كبيراً بتصميم واجهة مستخدم محسّنة توفر تجربة انسيابية وسلسة، مع توزيع مرن للتطبيقات والأدوات لتسهيل التنقل بين النوافذ المفتوحة.
شاشة مرنة وتصميم يجمع بين الأناقة والعملية
لم يتوقف الابتكار عند حدود الواجهة البرمجية، بل امتد ليشمل التصميم الهندسي والشاشة المرنة للجهاز. تشير التفاصيل المسربة إلى أن الشاشة الرئيسية ستتمتع بمرونة فائقة تتيح لها الانتقال بسلاسة تامة من وضعية الغطاء المغلق إلى شاشة كبيرة بحجم يقارب 10.1 بوصة عند فتح الجهاز بالكامل. هذا التصميم المبتكر سيمنح المستخدمين خيارات أوسع لتخصيص واجهاتهم واختيار التخطيطات التي تناسب تفضيلاتهم واحتياجاتهم المختلفة.
وينسجم هذا التوجه مع رؤية سامسونج الإستراتيجية لتطوير أجهزة تجمع بين التصميم العملي والتجربة البصرية المتميزة، مع الحفاظ على سهولة الاستخدام كأولوية قصوى. وتعكس هذه الجهود رغبة الشركة في توسيع قاعدة مستخدمي الأجهزة القابلة للطي وجذب شرائح جديدة من المستهلكين الذين يبحثون عن أجهزة فريدة تلبي طموحاتهم.
مواصفات قوية وأداء لا يساوم
على صعيد الأداء، من المتوقع أن يكون هاتف Galaxy Z Tri-Fold وحشاً تقنياً بكل المقاييس. تشير المصادر إلى أن الجهاز سيعتمد على أحدث معالجات كوالكوم، وهو Snapdragon 8 Elite، الذي تم تصنيعه بتقنية 3 نانومتر ويعد بتقديم أداء غير مسبوق وكفاءة عالية في استهلاك الطاقة. وسيعمل الهاتف بنظام التشغيل Android 16 الأحدث من جوجل، والذي يتضمن تحسينات كبيرة على مستوى الذكاء الاصطناعي والأداء والخصوصية.
ولضمان ساعات استخدام أطول، من المتوقع أن تزود سامسونج هاتفها الجديد ببطارية أكبر من الأجيال السابقة، مع الحفاظ على تصميم نحيف وأنيق يسهل حمله واستخدامه. أما فيما يتعلق بقدرات التصوير، فتشير التسريبات إلى أن الهاتف سيحمل إعداد كاميرا خلفية ثلاثي مشابه لذلك الموجود في هاتف Galaxy Z Fold7، مع توقعات بتقديم تحسينات كبيرة على مستوى معالجة الصور بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، مما يعزز من قدراته كمنافس مباشر في فئة الهواتف الرائدة.
السعر وموعد الإطلاق المرتقب
نظراً للتقنيات المتقدمة والتصميم الثوري، من المتوقع أن يندرج هاتف Galaxy Z Tri-Fold ضمن فئة الهواتف الفاخرة. تتراوح التقديرات الأولية للسعر بين 2500 و 3000 دولار أمريكي، وهو ما يضعه في منافسة مباشرة مع هاتف Huawei Mate XT الذي يسيطر حالياً على هذه الفئة من السوق.
ومن المرجح أن تكشف سامسونج رسمياً عن هاتفها الجديد خلال حدثها السنوي Unpacked في نهاية عام 2025، أو في أقرب تقدير مع بداية عام 2026. وفي حال صحت هذه التسريبات، فإن هاتف Galaxy Z Tri-Fold لن يكون مجرد هاتف جديد، بل سيشكل علامة فارقة في تاريخ الهواتف الذكية، بفضل قدرته الفريدة على الدمج بين قابلية الحمل العالية وتعدد المهام بطريقة لم يسبق لها مثيل، معززاً بذلك مكانة سامسونج كشركة رائدة ومبتكرة في سوق الأجهزة القابلة للطي الذي يتجه نحو منافسة أكثر شراسة في الأعوام القادمة.
