رغم الانطلاقة الصاروخية لجهاز Nintendo Switch 2 في يونيو 2025، يبدو أن شهر العسل بين اللاعبين والمنصة الجديدة قد قارب على الانتهاء، حيث بدأت سحابة من الاستياء تتشكل في الأفق، سببها الرئيسي هو أداء البطارية الذي وُصف بـ “الكارثي” والمخيب للآمال، مما يهدد عرش النجاح الذي توّجت به المنصة منذ إطلاقها.
بطارية Nintendo Switch 2
بعد ثلاثة أشهر فقط من طرحه في الأسواق العالمية بتاريخ 5 يونيو 2025، وتحقيقه لمبيعات قياسية، بدأ جهاز Switch 2 يواجه أولى أزماته الحقيقية. فالجهاز الذي أبهر الجميع بقدراته التقنية وشاشته المحسّنة ودعمه لدقة 4K عند توصيله بالتلفاز، أصبح الآن محور جدل واسع النطاق في مجتمعات اللاعبين الرقمية، وخاصة على منصات مثل Reddit، حيث تتكاثر الشكاوى بوتيرة متسارعة حول مشكلة استنزاف البطارية غير المبرر.
تتفق معظم الشهادات على أن البطارية تفقد شحنها بسرعة قياسية حتى عندما يكون الجهاز في وضع السكون (Sleep Mode). والمثير للقلق أن هذا الاستنزاف يحدث حتى مع إغلاق كافة التطبيقات في الخلفية، وتعطيل التحديثات التلقائية، بل وتفعيل وضع الطيران الذي من المفترض أن يقلل من استهلاك الطاقة إلى حده الأدنى. أحد اللاعبين المحبطين شارك تجربته قائلاً: “شحنت جهازي بالكامل قبل أسبوع من سفري وتركته دون استخدام. في يوم السفر، تفاجأت بأن البطارية فارغة تمامًا. هذا الأمر سخيف ومزعج للغاية ويجعل من فكرة الجهاز المحمول شبه عديمة الفائدة.”
هذه المشكلة لا تقتصر على حالات فردية، بل تحولت إلى ظاهرة عامة تؤرق مضاجع آلاف المستخدمين الذين سارعوا لاقتناء الجهاز يوم إصداره، مدفوعين بحماسهم لعناوين واعدة مثل “Mario Kart World” و”Donkey Kong Bananza” التي صدرت بالتزامن مع الجهاز وحققت نجاحًا نقديًا وجماهيريًا كبيرًا. وقد عبر أحد المستخدمين عن ندمه الشديد بقوله: “ندمت على اقتناء جهاز Nintendo Switch 2 يوم الإصدار، البطارية الكارثية واحدة من أكبر أسباب الندم، إلى جانب أن بعض الألعاب لا تدعم الدقة المتوقعة.”
ما بين المواصفات الرسمية وتجربة الواقع
وفقًا للمواصفات الرسمية التي أعلنت عنها Nintendo، يتراوح عمر بطارية Switch 2 بين 2 و 6.5 ساعات، وهو ما يعتبر أداءً أقل من بعض إصدارات الجهاز الأصلي، مثل نسخة OLED التي يصل عمر بطاريتها إلى 9 ساعات. ورغم أن سعة البطارية في الجهاز الجديد تبلغ 5220 مللي أمبير في الساعة، وهي أعلى من بطارية سويتش الأول، إلا أن القوة الإضافية للمعالج والشاشة الأكثر تطورًا يبدو أنها تأتي بتكلفة باهظة على حساب عمر البطارية.
المشكلة التي يواجهها اللاعبون حاليًا تتجاوز الأرقام الرسمية المعلنة؛ فالشكوى ليست من قصر عمر البطارية أثناء اللعب الفعلي، وهو أمر متوقع في الأجهزة المحمولة القوية، بل من استنزافها السريع في وضع الخمول، مما يشير إلى وجود خلل برمجي (Software Bug) أو مشكلة في إدارة الطاقة على مستوى نظام التشغيل. هذا الخلل يجبر اللاعبين على إيقاف تشغيل الجهاز بالكامل للحفاظ على الشحن، وهو حل مؤقت ومحبط لأولئك الذين اعتادوا على ميزة الاستئناف السريع التي كانت من أبرز نقاط قوة الجيل الأول من Switch.
اعتراف من Nintendo وحل مؤقت
أمام تزايد الشكاوى، اعترفت شركة Nintendo بوجود مشكلة تتعلق بمؤشر شحن البطارية في بعض الأجهزة، حيث قد يستمر الجهاز في العمل لساعات حتى بعد أن يشير المؤشر إلى نفاد الشحن تمامًا. وأرجعت الشركة السبب إلى أن الأجهزة تم تصنيعها وتخزينها لفترة طويلة قبل إطلاقها، مما أثر على معايرة مؤشر البطارية.
وقدّمت Nintendo خطوات لإعادة معايرة البطارية وتحسين دقة المؤشر، تتلخص في استنزاف البطارية بالكامل ثم شحنها إلى 100% وتكرار هذه العملية عدة مرات. ورغم أن هذا الحل قد يعالج مشكلة عدم دقة المؤشر، إلا أنه لا يقدم جوابًا شافيًا لمشكلة الاستنزاف السريع في وضع السكون التي أبلغ عنها غالبية المستخدمين.
يبقى على Nintendo مسؤولية كبيرة للتدخل العاجل وإصدار تحديث لنظام التشغيل يعالج جذور هذه المشكلة التي بدأت تلقي بظلالها على السمعة الممتازة للجهاز الجديد. ففي سوق الأجهزة المحمولة شديد التنافسية، تعتبر البطارية حجر الزاوية في تجربة المستخدم، وأي تقصير في هذا الجانب قد يحول قصة النجاح الباهرة إلى درس قاسٍ في أهمية التوازن بين القوة والكفاءة.
تعرف على: الألعاب الرقمية تهيمن: 90% من إيرادات أوروبا في 2024 تأتي من العالم الافتراضي